في مدينة فرنسية صغيرة.. لا يتجاوز عدد سكانها ال200.000 نسمة..

عدد من الرجال والنساء.. وهن العظم منهم واشتعلت رؤوسهم شيبا..

لا ولد لديهم يرعاهم ويقلق عليهم ولا أنيس.. سوى حيوان أليف قد يجر إليهم المشقة والعناء..

وقد نالوا حظهم وما قسم لهم من هذه الدنيا خلال سبعة أو ثمانية عقود..

والآن لم يعودوا يرونها كما يراها الشباب ومن لا يزالون يتمتعون بقوتهم.. فمعظم تساؤلاتهم ومخاوفهم تتعلق بما بعدها..

بعد أن كانوا لا يأبهون بما يقال عما بعد الموت.. بل يفتخرون بأنهم (غير مؤمنين) ويعيشون فلسفتهم الخاصة.. لأن الإيمان -بنظرهم- للضعفاء

والمتخلفين اللذين لم يحرروا أنفسهم من أغلال الدين الذي لم يعد له مكان في عصر التكنولوجيا والعلم..

**

أراهم يجلسون على مقاعد للاستراحة مقابلة لمسجد صغير..

خليط من الحيرة والدهشة والاهتمام يبدو على وجوههم.. وهم ينظرون إلى هذه الغرفة الصغيرة تفيض بالمصلين خمس مرات يوميا..

وفي مرة حدا هذا المشهد مبادرة احدهم لزميلي وهو خارج من المسجد بالقول:"يوجد شيء غير منطقي هنا"!.. فأجابه بسؤال:"وما هو غير المنطقي؟"..

فقال:"ارى لديكم التزاما يثير الاعجاب باداءكم لفروضكم في هذه الغرفة الصغيرة على الرغم من انها لا تكفيكم..بينما اجد الكنائس الضخمة تكاد تكون فارغة حتى

في أيام الأحد.. هذا غير منطقي!!"..

**

شكرا